العبارة المعروفة عن الإمام صاحب الزمان(عجل الله تعالى فرجه الشريف): «وأمّا الحوادث الواقعة، فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا»(1)؛ إذ يقول(قدس سره) في بعض حلقات (الإسلام يقود الحياة): إنّ معنى الرجوع إلى «رواة أحاديثنا» هو: الرجوع إليهم بوصفهم «رواة»، وهذا يعني: الرجوع إليهم في الأُمور المرتبطة بالرواية بما هي رواية وإن لم تكن من الأحكام الأوّلية الفقهية التي تدخل في دائرة التقليد، وكانت من الأُمور التي تدخل في دائرة الولاية، والتي لها علاقة بالفقه والرواية، فمعنى الحديث هو: الأمر بالرجوع إلى الرواة بما هم رواة.
هذه هي خلاصة ما ذكره أُستاذنا(قدس سره) في بعض حلقات (الإسلام يقود الحياة)، ولنا معه نقاش فقهي فيه، وهو ممّا لا يمكن أن أطرحه مفصّلاً هنا، وإنّ المقدار الذي أستطيع أن أُبيّنه هنا عبارة عن مستوىً من البيان غير دقيق فقهيّاً، فأُشير إلى بعض النكات قائلاً:
هل أصبحت الخلافة للمعصوم، ثم للفقيه في فترة غياب الوحدة عن الأُمّة وفي فترة تشتّتها، على نحو بحيث إذا انتهت هذه الفترة، وأصبحت الأُمّة بمستوى إدارة الحكم، فإنّ الخلافة ترجع إليها؛ لأنّ المجتمع لم يعد بحاجة إلى قَيَّمٍ إلّا من أجل ملء الفراغ؟
(1) وسائل الشيعة، ج18، ص101، الباب11 من أبواب صفات القاضي، ح9.