المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

51

وبين الولاية أو الخلافة.

فالذي يستفاد من عبارات أُستاذنا(قدس سره) هو: أنّ الخلافة مرّت بدورين:

فأوّلاً: كان دور الخلافة للبشرية ﴿إِنَّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً...﴾، وليس المقصود من ذلك: أنّ آدم كفرد خليفة، وإنّما المقصود: أنّ آدم يمثّل البشرية، والخلافة للبشرية على وفق قوانين السماء، واستمرّ هذا الدور مدّة استمرار الوحدة بين البشر.

وبعد أن انتهى الدور الأوّل، وانحرفت البشرية عن طريق الفطرة المودعة فيها، أصبحت غير مستحقّة لتحمّل أعباء الخلافة فعلاً، على الرغم من أنّ الخلافة لم تزل من حقّها نظريّاً.

ومن هنا جاء الدور الآخر، وهو: توحيد المركز الذي تجتمع فيه الشهادة والخلافة، ويكون ذاك المركز شخص النبي، فأصبح النبي هو الخليفة والحاكم، وقد بدأ هذا الـدور منـذ زمـن نـوح(عليه السلام)، وتكرّر إلى زمـان نبيّنـا محمد(صلى الله عليه وآله).

وأمّا بعد ذلك _ أي: بعد وفاة النبي محمد(صلى الله عليه وآله) _ فقد انتقلت الخلافة إلى خليفته، وليس من الشرط أن يكون هذا الخليفة نبيّاً.

يقول أُستاذنا(قدس سره): إنّه في أكبر الظنّ حينما تكون الرسالة مكتملة اكتمالاً كافياً، فليس من الشرط أن يكون الخليفة نبيّاً، وإنّما يكفي أن