المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

48

الأخيرة؛ لأنّها تشير إلى أنّ العذاب لا يمكن أن ينزل على قوم قبل أن يبعث اللّه إليهم رسولاً؛ ليتمّ الحجّة عليهم، ثم ينزل العذاب عليهم فيما إذا خالفوا، أمّا قبل بعثة الرسل، فلا معنى للعذاب، وحينما يقول اللّه تعالى: ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحَاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فإنّ هذا يعني: أنّ العذاب كاد أن ينزل على أُمّة نوح(عليه السلام)، فأرسل إليهم نوحاً؛ لكي ينقذهم من العذاب، وهذا يعني: أنّ هناك رسالةً قبل نوح(عليه السلام).

إنّ ذلك كلّه يشهد على أنّ الدين كان قبل نوح(عليه السلام)، وإنّما الفرق _ بحسب ما يفهم من عبارات أُستاذنا في بعض حلقات (الإسلام يقود الحياة)_ هو: أنّ وظيفة الرسل قبل نوح(عليه السلام) كانت تنحصر في مرحلة الشهادة، أي: إنّهم كانوا يراقبون وضع الأُمّة، ويشرفون عليه، ولم يكونوا بصدد استلام الحكم، وقد كانت الولاية والخلافة وقتذاك للبشرية بشكل عامّ، ولكن الأمر قد انقلب اعتباراً من زمن نوح(عليه السلام)؛ إذ لم تعد الأُمّة صالحة للقيادة بسبب اختلافها، فجُعِلَت الخلافة بيد النبي إلى جانب مرتبة (وظيفة) الشهادة.

3_ ما يبدو من عبارات أُستاذنا الشهيد(قدس سره) في حلقات (الإسلام يقود الحياة): من أنّ دور الوحدة هو عبارة عن فترة ما قبل نوح(عليه السلام).