المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

40

فالزاوية الأساسية في التقييم هي: أن نفهم أنّ هذا الأمر أمر مَن؟ وهذا النهي نهي مَن؟ ولابدّ من أن يكون التقييم إذاً من زاوية أنّ تلك المعصية كانت مخالفة للّه تعالى، وستكون النتائج تالية لذلك التقييم.

3_ كيف علمت الملائكة أنّ البشرية سوف تُفْسِد وتَسْفِكُ الدماء؟

لقد اعترضت الملائكة حينما أخبرهم اللّه تعالى بأنّه جاعل في الأرض خليفة؛ لأنّه سيُفسد ويَسْفِك الدماء، فكيف عرفت الملائكة ذلك؟

هناك عدّة احتمالات لذلك، أذكر منها احتمالين فقط:

الأوّل: أنّه من المحتمل أنّ الملائكة كانوا قد مرّوا بتجربة من قبل، وهذا وارد في بعض الروايات؛ إذ تقول: إنّه كان هناك آدم قبل أبينا آدم، وكانت هناك بشرية مثل هذه البشرية(1).

الثاني: هو ما أبرزه أُستاذنا(قدس سره): من أنّ الملائكة حينما عرفوا أنّ البشرية عنصر حيادي بالنسبة إلى الخير والشرّ، تخوَّفوا من أن يكون موجود من هذا القبيل خليفة للّه؛ إذ إنّه من الممكن أن يتّجه إلى


(1) علل الشرائع، ج1، ص105، باب علة الطبائع والشهوات والمحبات، ح1.