المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

39

إذاً قد حسب آدم(عليه السلام) حساب النتائج، فرأى أنّ هذا الفعل لن يضرّه، بل إنّه سينفعه، فيصبح خالداً، ولم يحتمل أنّ إبليس يحلف كاذباً. وحينما نقيّم خطيئة آدم(عليه السلام) فإنّه ينبغي لنا أن نقيّمها من خلال هذه الأُمور.

غير أنّنا نعلم أنّ هذا الحساب مقلوب، وأنّ التقييم من خلال هذه الزاوية خاطئ، وكذلك آدم عرف ذلك أيضاً فيما بعد.

والثانية: الحساب السليم لتقييم ذلك الخطأ، والزاوية الصحيحة للنظر إليه ينبغي أن تكون من خلال زاوية المولى الذي أمرنا بذلك الأمر ونهانا بذاك النهي، أي: ينبغي أن نقيّم الخطأ على أنّه معصية لمن لا ينبغي أن يُعصى، أمّا النتائج فإنّها ستكون تابعة لهذا التقييم، فإذا كان هذا الفعل معصية من حيث العقل العملي(1)، فإنّ النتائج ستكون هي الخسارة والحرمان، ولا يمكن أن تكون نتائج خير أبداً، وستكون العاقبة _ حينئذٍ _ سيّئة حتماً.

 


(1) إذا كان الشيء المدرَك ممّا ينبغي أن يُفعل أو ممّا ينبغي أن يترك كحسن العدل وقبح الظلم، فإنّ إدراكه يسمّى بـ (العقل العملي)، وإذا كان الشيء المدرَك ممّا ينبغي أن يُعلم، مثل: مسألة (الكلّ أعظم من الجزء)، ولم تكن له أيّ علاقة مباشرة بالفعل والعمل، فإنّ إدراكه يسمّى بـ (العقل النظري).