المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

36

ولو التفتنا إلى هذا الأمر لانحلّ كثير من مشاكلنا، فلو أنّ كلّ فرد منّا أخذ على نفسه عهداً على أن ينصر الإسلام، ويفني عمره في سبيل اللّه وإعلاء كلمته تعالى بمعنى طاعة اللّه من حيث يريد لا بأيّ شكل من الأشكال، لما مسَّنا ضرٌّ، ولا حلَّت بنا مشكلة، ولكن قد يظنّ أحدنا أنّه يعمل من أجل الإسلام، ويفني عمره من أجل إعلاء كلمته، إلّا أنّه ربما لا يجني إلّا نار جهنّم؛ لأنّه لم يكن يعمل للإسلام بما أراد اللّه منه، ولم يكن يطيع اللّه من حيث أراد اللّه منه؛ لأنّ اللّه تبارك وتعالى يريد من أيّ فرد منّا أن يطيعه من حيث يريد، وأن ينصر الإسلام بالشكل الذي يريد.

2_ تقييم خطيئة آدم

إنّنا لا نريد هاهنا أن نبحث: هل كانت خطيئة آدم تلك معصية قد ارتكبها قبل دور الخلافة والعصمة كما يقول بعض، أو لم تكن معصية، وإنّما كانت عبارة عن ترك الأولى، وذلك باعتبار عصمته كما يقول آخرون؟ وإنّما نريد أن نقيّم هاهنا تلك الخطيئة، ونلاحظ في تقييمها ما يلي، وهو أنّ الزلل والخطأ ومخالفة التكليف يُقيَّم من زاويتين:

الأُولى: زاوية النتائج باعتبارها تؤدّي إلى الهلاك والعذاب والنار