المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

34

الزاوية الأُولى: أن ننظر إليه باعتباره عبرة وموعظة، فلابدّ من أن نعتبر بالمصير الأسود الذي انتهى إليه هذا الموجود بعد أن كان مثال العبادة والطاعة؛ إذ كان قد عبداللّه تعالى ستة آلاف سنة لا يُدرَى أمِن سنيّ الدنيا أم سنيّ الآخرة، كما جاء في خطبة القاصعة(1)، فأصبح مثلاً في العبادة. وكانت الملائكة _ على ما يبدو من بعض الروايات _ تعتقد أنّه أشرف منها، وكانت تَلْمَذت له في معرفة كيفية عبادة اللّه تعالى، ثم ساء وضعه في لحظة واحدة، وانحدر إلى أسفل ما يمكن أن ينحدر إليه موجود، وهذا يعني: أنّ العاقبة _ عاقبة أيّ موجود باستثناء المعصومين(عليهم السلام)_ لا يمكن التنبّؤ بها، فَرُبّ موجود يعتبر من أشرف الموجودات ومن أعبدهم للّه تعالى يسوءُ وضعه فجأة، وينقلب بلحظة واحدة، ورُبَّ موجود يكون على عكس هذا تماماً، فقد يعتبر من أخسّ الموجودات ومطروداً من رحمة اللّه تعالى، إلّا أنّ الرحمة تغمره، ويعود إلى رشده في لحظة واحدة، فهذه عبرة ينبغي أن نعتبر بها.

والزاوية الأُخرى: أن ننظر إلى عمل إبليس من خلال ما ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام)؛ إذ ورد أنّه(عليه السلام) قال: إنّ إبليس حينما أُمِرَ


(1) نهج البلاغة، ص285، الخطبة 190.