المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

31

إلّا أنّ اللّه تعالى قد فتح أمامه البابين الآخرين: باب العلم؛ إذ علّمه الأسماء ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾(1)، وباب تحميله المسؤولية حينما نهاه عن الأكل من هذه الشجرة(2).

ولو أنّ آدم(عليه السلام) كان قد أطاع اللّه تعالى، ولم يخالفه، وعمل بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، لما أُخرج من الجنّة كما يبدو من ظاهر الآية، ولبقي فيها طيلة حياته؛ إذ إنّه إنّما أُخرج من الجنّة بسبب مخالفته للّه ‌تعالى، وهذا يعني: أنّ آدم لو استطاع أن ينجح في التجربة، لبرهن بذلك _ مع علم اللّه تعالى بذلك _ على أنّ البابين الأوّلين كافيان لرقيِّهِ ووصوله إلى مرتبة الكمال، ولا حاجة إلى باب مقارعة المشاكل والمصاعب، أي: إنّه لو تمكّن من النجاح في تلك التَجْربة، لكان هذا القدر كافياً لصعود الإنسان سلّم الكمال، ولكنّه(عليه السلام) تورّط، وأثبتت التَجْربة إخفاقه ﴿وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمَاً﴾(3). فإذا كان هذا الإنسان الذي هو