المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

30

يستوجب الوصول إلى أعلى مراتب الكمال.

ويفترض أن يعفى الإنسان الذي يعيش مرحلة الحضانة _ أي: الإنسان المُحتضَن _ من النقطة الثالثة (وهي مجابهة المشاكل ومقارعة الصعاب)، فلابدّ إذاً من أن يكفل مـن هـذه النـاحية من قبل المـحتَضِن. ويمـكن أن نمـثّل لذلك بالطفل الذي يحتضنه أبواه باعتباره ليس بمستوى تحمّل المكاره ومجابهتها، وهذا مثال مع الفارق؛ لأنّ العلم غير موجود في حضانة الطفل؛ إذ إنّه لا يعقل شيئاً ولا يعي، كما أنّ المسؤولية غير ملقاة على عاتقه.

أمّا بالنسبة إلى دور حضانة البشرية التي مثّلها آدم، فإنّ اللّه تبارك وتعالى أراد أن يكمّل آدم في دور الحضانة؛ لكي يلقي على عاتقه المسؤوليّات كافّة، أي: الخلافة على وجه الأرض، فكفله من الجانب الثالث، ولم يبله بمقارعة المكاره والمصاعب، بل إنّه كفله حتّى من أقلّ الصعاب، كلبس الثياب والسعي وراء تحصيل الشبع، فصرّح له بقوله تعالى: ﴿إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى * وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى﴾(1).

 


(1) طه: 118 _ 119.