المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

25

أبداً آدمُ، ولم يدخلها إبليس»(1).

وعليه نستطيع أن نجعل هذا الدور دوراً تاريخيّاً لهذه الأرض ولهذه البشرية، وأنّه ليس خارجاً عن عالمنا هذا وأرضنا هذه، وذلك خلافاً لبعض الروايات التي فرضت الجنّة في هذه القصّة هي جنّة الآخرة.

ويقول بعض المفسّرين: إنّ آدم كان في الجنّة السماوية والأُخروية، وإنّما قال اللّه تبارك وتعالى: ﴿إِنَّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾؛ لأنّه كان يعلم بأنّ آدم سيعصي، وسيخرج من الجنّة، ويهبط إلى الأرض؛ ولهذا فإنّه تعالى قال من أوّل الأمر: ﴿إِنَّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً﴾.

غير أنّ هذا خلاف الظاهر؛ لأنّ ظاهر الآية المباركة هو أنّ آدم قد خُلِقَ أوّل ما خُلِقَ على الأرض كخليفة.

كما أنّ هناك عبارة في الآيات المباركة كُرَّرت مرّتين قد توحي إلى أنّ الجنّة ليست جنّة أرضية، وإنّما هي جنّة سماوية، وهي عبارة ﴿اهْبِطُوا﴾ و﴿اهْبِطَا﴾؛ إذ قال تعالى: ﴿... وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ


(1) تفسير القمّي، ج1، ص43؛ وراجع أيضاً البرهان في تفسير القرآن، ج1، ص180، ح2، 3 و4.