المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

22

وأشار أُستاذنا(قدس سره) بدور الوحدة إلى تاريخ ما قبل بروز الخلافات في المجتمع بما هو مجتمع لا بما هو أفراد، كخلاف قابيل وهابيل؛ لأنّه ليس خلافاً عامّاً وشاملاً.

كما أشار أُستاذنا(قدس سره) بدور التشتّت إلى ما بعد بروز الخلافات والظلم والطغيان، فذكر أنّ المجتمع البشري الذي كان موحّداً ولا خلاف فيه قد تشتّت بعد ذلك، وبرزت فيه الخلافات، وظهرت عوامل البغي والفساد، وهناك عدد من الآيات القرآنية يشير إلى ذلك، من قبيل قوله تعالى: ﴿كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّٰهُ النَّبِيَّينَ مُبَشَّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقَّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيَّنَاتُ بَغْيَاً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّٰهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقَّ بِإِذْنِهِ وَاللّٰهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾(1).

وهناك آيات كثيرة أُخرى تشير إلى هاتين المرحلتين من حياة الإنسان على الأرض: (مرحلة الوحدة، ومرحلة التشتّت). فالأدوار التاريخية التي مرّت البشرية بها على أرضنا هذه هي ثلاثة أدوارٍ، كلّها مشار إليها في القرآن الكريم، وهي:

 


(1) البقرة: 213.