المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

154

وقوله جلّ وعلا: ﴿...فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللّٰهِ...﴾(1).

كما أنّ هناك روايةً عن الإمام صادق(عليه السلام) تصرّح بهذا المعنى، وهي: «أنّ محمد بن المنكدر كان يقول: ما كنت أرى أنّ علي بن الحسين(عليه السلام) يدع خَلَفاً أفضل منه حتّى رأيت محمد بن علي، فأردت أن أعظه فوعظني. فقال له أصحابه: بأيّ شيء وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض مناحي المدينة في ساعة حارّة، فلقيني أبو جعفر محمد بن علي، وكان رجلاً بادناً ثقيلاً وهو متّكئ على غلامين أسودين، فقلت في نفسي: سبحان اللّه، شيخٌ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا! أما لأعظنّه، فدنوت منه، فسلّمت عليه، فردّ عليَّ السلام بنهر _ أو ببهر _ وهو يتصابّ عرقاً، فقلت: أصلحك اللّه، شيخٌ من أشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحالة في طلب الدنيا؟! أ رأيت لو جاء أجلك وأنت على هذه الحالة، ما كنت تصنع؟ فقال(عليه السلام): لو جاءني الموت وأنا على هذه الحالة، جاءني وأنا في طاعة اللّه(عز وجل)، أكفّ بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس، وإنّما كنت أخاف لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي اللّه. فقلتُ:


(1) الجمعة: 10.