المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

150

أحدهما: معقول، أي: إنّ هناك مستوىً من الاحتياطات المعقولة التي يجب على كلّ إنسان أن يتّخذها للحفاظ على نفسه، كما قال عزّ من قائل: ﴿...وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّـهْلُكَةِ...﴾(1)، ولـيـس مـن المفروض بالإنسان أن يكون غير مبالٍ بالحفاظ على نفسه.

وثانيهما: مستوىً غير معقول على وفق المقاييس المتعارفة، وذلك بأن يتّخذ من الاحتياطات ما يجعله إنساناً جباناً أو متقاعساً، أو يتخلّى عن بعض وظائفه الشرعية، كأن يترك الذهاب إلى جبهة القتال القائمة بين المسلمين والكفّار خوفاً من الموت..

والمستوى الأوّل من الحفاظ على النفس هو الواجب، وهو الذي يقول اللّه تعالى عنه: ﴿وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ﴾ أي: لا تتركوا ذلك المستوى من الحفاظ على النفس، فلو اتّخذ الإنسان المستوى المعقول من الاحتياط في سبيل الحفاظ على النفس كان الباقي على اللّه تعالى، وهو الذي يقول عنه تعالى: إنّ هناك ملائكةً يحفظونه، أي: إنّ الإنسان لو احتاط بالمستوى المعقول، كفاه ذلك.

قال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقَّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ...﴾(2).


(1) البقرة: 195.

(2) الرعد: 11.