المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

149

تبدّل بعد ذلك بسبب تبدّل مستوى الصمود ومدى قوّة الإرادة للمسلمين، فأصبح كلّ واحد منهم يعادل اثنين فقط.

والآية صحيح أنّها تقول: ﴿بِإِذْنِ اللّٰهِ﴾، ولكنّها تحتفظ بإرادة الإنسان، فتجعل قضاء اللّه في طول حالة الإنسان، وليس العكس.

وقد استنبط أحد المفسّرين تفسيراً لسنا بصدد بيان صحّته، فقال: إنّ هناك صفتين في المؤمن ليستا موجودتين عند الكافر، وهما اللتان تغلّبان المؤمن على الكافر، وهما: الصبر والبصيرة، ففي قوله(عز وجل): ﴿يَكُن مِنْكُم مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللّٰهِ﴾ فإنّ الصبر هو الذي جعل المؤمن الواحد أن يَغْلِب اثنين من الكفّار، ولكن إذا ما ضُمّت (البصيرة) إلى (الصبر)، فإنّ المؤمن الواحد سيعادل عشرة من الكافرين ﴿وَإِن يَكُن مِنْكُم مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ﴾ أي: بسبب أنّهم قوم لا بصيرة لهم.

الخامسة: أنّنا نستظهر من الأدلّة الواردة بخصوص الرزق والحياة والموت (الأجل) أنّ هناك مستويين لكلّ من جلب الرزق والحفاظ على الحياة:

1_ بالنسبة إلى الحياة، فهناك مستويان من الحفاظ عليها: