قضائك، بل إنّ لك الحجّة يا إلهي في ذلك بسبب تقصيري في سوء الاختيار وإسرافي في اتّباع الهوى....
أمّا بالنسبة إلى مساعدة القضاء والقدر للشيطان، فيبدو أنّها إشارة إلى ما قضى اللّه تعالى به من تزويد هذا الإنسان بمبادئ الشرّ؛ إذ إنّ خَلْقَ بذور الشرّ في نفس الإنسان يشكّل عاملاً مساعداً لعمل الشيطان في إغواء الإنسان ودفعه إلى ارتكاب المعاصي والتمرّد على أوامر بارئه....
ولا يعني هذا: أنّ أخطاء الإنسان ومعاصيه إنّما تكون بلا اختيار منه، وأنّه مجبور عليها، وإنّما يعني: أنّ اللّه سبحانه وتعالى قد قضى أن تكون بذور الشرّ مغروسةً في نفس الإنسان، كما تكون بذور الخير مغروسة فيها، وكان عليه أن يسقي بذور الخير وينمّيها؛ ليغلّبها على بذور الشرّ؛ ولذلك قال: «وَ لا حُجَّةَ لِي...» فلو كان مجبوراً لكانت له حجّة على اللّه تعالى، وَلَما كان فعله تقصيراً وإسرافاً، ولما احتاج إلى الاعتراف والاعتذار والندم والاستغفار...، فهو إذاً غير مجبور على ما فعله من المعاصي؛ ولذا فإنّه لا يملك الحجّة على اللّه تعالى على ما فعله منها، فالتجأ إلى الاعتراف والاستغفار والإنابة....
كما أنّ هناك آياتٍ ورواياتٍ أُخر تدلّ على هذا المعنى، منها: