المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

144

موضوع الإضلال، فلم يقل: (إِنَّ اللّهَ يُضِلُّ) فقط، وإنّما قال: (يضلّ الظالم)، فقد أخذ سابقاً عنوان (الظلم) في موضوع الإضلال.

وفي آية أُخرى: ﴿... كَذَلِكَ يُضِلُّ اللّٰهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ﴾(1) نـسـب الإضـلال إلى اللّه تـعـالى، ولـكن الإسراف والارتياب قد أُخذا في موضوع الإضلال.

وآية رابعة: ﴿... كَذَلِكَ يُضِلُّ اللّٰهُ الْكَافِرِينَ﴾(2)، فإنّ فرض الكفر في موضوع الحكم _ على حدّ تعبير الأُصوليّين _ يعني: فرضه سابقاً قبل الإضلال؛ فلأنّه كفر فقد أضلّه اللّه تعالى.

فكأنَّ هذه الآيات تشير إلى أنّ الضلال وإن كان _ بمعنى من المعاني _ من اللّه تعالى، ولكن السبب الأصلي يكمن في الإنسان نفسه وتحت إرادة الإنسان وعمله.

فإذا صدرت عناوين الظلم والإسراف والارتياب والكفر مثلاً عن الإنسان فإنّها ستسبّب الضلالة، وإذا صدرت عنه عناوين أُخر كالإنابة فإنّها ستسبّب له الهداية، وأنّ اللّه تعالى سيهديه عندئذٍ.


(1) غافر: 34.

(2) غافر: 74.