المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

143

الذي له الأثر في تعيين المسير، فإذا صدر العمل عن فرد أو أُمّة مّا، فإنّ القضاء سيصبح محتوماً.

الثـانية: الآيـات الـتي وردت بخصـوص الهـداية والضلال. فحينما ندقّق في الآيات القرآنية المباركة الواردة في الهداية والضلال نرى أنّ هناك قسماً من تلك الآيات قد نسبت الهداية والضلال إلى اللّه تعالى، ولكنّها أخذت في موضوع إرادة اللّه تعالى عنواناً راجعاً إلى البشر أنفسهم:

فقوله تعالى: ﴿...قُلْ إِنَّ اللّٰهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ﴾(1) مثلاً قد نسب الهداية والضلالة إلى اللّه تعالى، ولكنّه أخذ في موضوع القضية عنوانَ ﴿مَنْ أَنَابَ﴾، أي: الذي ينيب إلى اللّه تعالى ويعود إليه ويلتجئ إليه فإنّ اللّه يهديه.

فمصدر الهداية إذاً هو من اللّه، ولكن موضوعها هو عمل هذا الإنسان، فإن لم ينب هذا الإنسانُ إلى اللّه تعالى، فإنّه سيضلّه، فلعمل الإنسان إذاً أثرٌ في ذلك.

وفي آية أُخرى: ﴿... وَيُضِلُّ اللّٰهُ الظَّالِمِينَ...﴾(2) أُخِذَ الظلم في


(1) الرعد: 27.

(2) إبراهيم: 27.