المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

142

أي: عليك أن تلاحظ النتائج والعواقب، فإن كانت خيراً فأقدم، وإن كانت شرّاً فلا تقدم، وهذا يعني أنّ قضاء اللّه لم يتعلّق بالنتائج بشكل منفصل عن العمل الذي يعمله الإنسان. وتتّجه هذه الوصية إلى الأُمّة كما تتّجه إلى الأفراد بما هم أفراد.

كما ورد في روايات أُخر ما يدلّ على ذلك، فقد يكون من القضاء غير المحتوم أنّ الإنسان الفلاني سيموت في الساعة كذا، ولكن هذا الإنسان عندما يقوم بدفع الصدقة التي تدفع أمواج البلاء، أو يقوم بعمل الخير، أو صلة الرحم التي تزيد في العمر وما شابه ذلك، فإنّ القضاء والقدر يتبدّل ويتغيّر، وفي أكبر الظنّ أنّ هذا التبدّل والتغيّر إشارة إلى وجود العنصر البشري في الحساب وإلى إرادته واختياره، فالقضاء والقدر لا يجعل الإنسانَ مسلوب الإرادة وغير مؤثّر في مسيرته الشخصية وفي مسيرة الأُمّة.

وعلى هذا فإنّ الأُمور التي تدخل في نطاق القضاء غير المحتوم تقع في مسار عمل الإنسان، وأمّا الأُمور الخارجة عن مسار تأثير عمله، فتدخل في القضاء المحتوم.

ومن هنا فإنّ القضاء غير المحتوم يرتبط إلى حدّ كبير بما يصدر عن الفرد أو الأُمّة أو المجتمع، وإنّه يبقى غير محتوم ما لم يصدر ذاك العمل