المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

140

كما في قوله تعالى: ﴿فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّٰهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّٰهَ رَمَى...﴾(1).

فلو لاحظنا كلّ ما تقدّم من الآيات المباركات، ولاحظنا الروايات التي وردت على نسقها، لبدت شبهة موقع العنصر البشري واختياره؛ إذ إنّ الإرادة إذا ما سلبت عن الإنسان فإنّه يكون كالصفر على اليسار لا قيمة له، فلا يُثاب، ولا يُعاقب، ولا يُلام، ولا يُمدح....

وللجواب عن هذا الإشكال يمكن أن نستظهر من الآيات والروايات خمس نقاط تكوّن بمجموعها جواباً عنه:

الأُولى: ما ورد من الروايات التي تقسّم القضاء والقدر إلى قسمين:

1_ المحتوم الذي لا مردّ له.

2_ وغير المحتوم أو القضاء المعلَّق الذي يكون للّه فيه البداء.

وقد وردت الإشارة إلى هذه النقطة في بعض الروايات الواردة بخصوص ليلة القدر التي تقول: إنّ اللّه تعالى يُقدِّر فيها الأُمور كلَّها، من تلك الليلة إلى السنة الآتية من نفس الليلة، وإنّ قسماً من هذا القدر يكون محتوماً، وقسماً آخر يكون غير محتوم، ويرتبط بمشيئة اللّه تعالى وإرادته، فربّما يبدّل ويغيّر أو يقدّم أو يؤخّر، وإنّ اللّه تعالى يُخْبِر


(1) الأنفال: 17.