المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

14

يبيّن موقع الدين من عناصر المجتمع، فذكر أنّ عناصر المجتمع _ أيّ مجتمع من المجتمعات _ ثلاثة:

العنـصر الأوّل: البشـر أو الإنسان؛ إذ لا مجتمع بلا إنسان، كما هو واضح.

العنـصر الثاني: الطبيعة التي يتصارع الإنسان معها.

الـعنصر الثالـث: العـلاقة الـمعنوية الـموجودة بـين الإنسان والطبيعة أوّلاً، والعلاقة بين الإنسان وأخيه الإنسان ثانياً، وهذا ما يتّفق عليه الجميع، والعلاقة بين الإنسان واللّه تعالى ثالثاً، وهذا على رأي المؤمنين باللّه تعالى فقط.

فبيّن أُستاذنا(قدس سره) أنّ العلاقة الموجودة بين الإنسان وأخيه الإنسان من ناحية، والعلاقة الموجودة بين الإنسان والطبيعة من ناحية أُخرى متعاكستان، وتؤثّر كلّ واحدة منهما بالأُخرى بعكس ما تؤثّر الأُخرى بها، أي: إنّ علاقة الإنسان بأخيه الإنسان تتناسب عكسيّاً مع علاقته بالطبيعة، وإنّها سوف تنتكس بقدر ما تزدهر علاقته بالطبيعة.

فعندما تكون علاقة الإنسان بالطبيعة على مستوى أن ينغمس فيها، ويتعلّق بها، وتزداد سيطرته عليها، وتتحكّم هيمنته على خيراتها وثرواتها، فإنّه سوف يصبح مترفاً ومتنعّماً، وهذا يؤثّر عكسيّاً على علاقته بالبشر، أي: إنّ علاقته بأخيه الإنسان تكون سيَّئة، وذلك