المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

135

«سألته عن قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ﴾ قال: المسمّى ما سُمّي لملك الموت في تلك الليلة، وهو الذي قال اللّه: ﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾، وهو الذي سُمّي لملك الموت في ليلة القدر، والآخر له فيه المشيئة إن شاء قَدَّمه، وإن شاء أخّره»(1).

أي: إنّ الموت على قسمين: أحدهما حتمي، وهو الذي يُخبَرُ به ملك الموت في ليلة القدر، والآخر غير حتمي، وهو الذي لا يبلّغ به ملك الموت، ويمكن أن يدخله البداء.

وقال تعالى: ﴿لَهُ مُعَقَّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ...﴾(2).

أي: إنّ للإنسان مَن يحفظه، وهناك ملائكة يحفظون الإنسان من الحوادث مادام أجله لم يَحِن بعد، ويبقى الأمر هكذا إلى أن يحين وقت أجله، فيترك العبد حينئذٍ.

وفي تفسير ﴿يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ﴾ ورد عن الإمام الباقر(عليه السلام) أنّه


(1) البرهان في تفسير القرآن، ج2، ص401، ح6.

(2) الرعد: 11.