المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

13

الأوّل: سُنّة الزواج؛ إذ إنّ الارتباط الجنسي بين الرجل والمرأة سُنّة أودعها اللّه تبارك وتعالى في طبيعة البشر، إلّا أنّها ليست من قبيل السُنن الصارمة التي لا يمكن أن يتحدّاها الإنسان، فقد تحدّت بعض المجتمعات والأُمم هذه السُنّة، من قبيل قوم لوط؛ إذ إنّهم انحرفوا عن هذه السُنّة، واكتفوا بممارسة ذلك العمل القبيح، غير أنّ النتيجة كانت هي اضمحلال هذه الأُمّة وانتهائها.

والمثال الآخر: الدين، فذكر(قدس سره): أنّ الدين سُنّة إلهية ﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدَّينِ حَنِيفَاً فِطْرَتَ اللّٰهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللّٰهِ ذَلِكَ الدَّينُ الْقَيَّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾(1).

فالدين سُنّة من سُنن التاريخ، إلّا أنّه يختلف عن السُنن الصارمة التي لا يمكن تخلّفها؛ إذ إنّ الدين سُنّة من سنخ سُنّة الزواج التي تحدّاها بعض الكافرين والمشركين، وإنّ تحدّيها سيؤدّي بالمتحدّي إلى الانتهاء عاجلاً أم آجلاً.

ولتوضيح أنّ الدين كيف أصبح سُنّة تاريخية، وكيف أمكن تحدّيها بدأ أُستاذنا(قدس سره) ببحث الموضوع الثاني، وهو عناصر المجتمع؛ لكي


(1) الروم: 30.