المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

127

القسم الثالث: وجود ممكن، أي: يمكن أن يكون، ويمكن أن لا يكون.

وقالوا: إنّ الممكن لا يقع إلّا إذا تحقّقت علّته، وإذا تحقّقت علّته، فإنّه لا يمكن أن لا يقع، بل إنّه يقع حتماً؛ لأنّ انفكاك المعلول من علّته مستحيل.

وبناءً على هذا قالوا: إنّ فعل البشر وجود من الوجودات، أي: إنّ لهذا الفعل وجوداً، وإنّ هذا الوجود ليس واجباً، وإنّما هو ممكن الوجود؛ ولذا فإنّه لا يقع إلّا إذا تحقّقت علّته، وإذا تمّت علّته يجب أن يتحقّق، وهذا هو عين الجبر، ومعناه: فقدان الإرادة.

وهناك جوابان عن هذه الشبهة: أحدهما معروف ومذكور في الكتب، والآخر مورث عن أُستاذنا الشهيد(قدس سره):

أمّا الجواب الذي اعتاده علماؤنا؟رحهم؟، فهو: صحيح أنّ العلّة لا تنفكّ من المعلول، وصحيح أنّ فعل البشر وجود من الوجودات، وهو بحاجة إلى علّة، ولكن علّته لم تُوْجِد هذا الفعل مباشرة وبشكل مستقلّ عن الإرادة، بل إنّها أوجدت الإرادة والفعل، أي: إنّ علّة الفعل هي التي جعلت الإنسان يريد فيفعل.

فالإرادة إذاً حلقة من الحلقات الداخلة في وجود الفعل، أي: إنّ علّة الفعل تَخْلُق في نفس الإنسان الإرادة قهراً واضطراراً، وإذا خُلِقَت