المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

125

وبناءً على كلّ ما تقدّم، فلماذا هذه المشقّة في سبيل تربية البشرية فرديّاً واجتماعيّاً؟ ولماذا هذا العمل الدؤوب في سبيلها؟ ولماذا لا ندع الأشياء تسير على وفق القضاء والقدر الإلهيّين؟

هذا هو أصل الإشكال، إلّا أنّه يطرح من زوايا مختلفة.

ولا نريد هنا أن ندخل في بحث هذا الإشكال من الزاوية الفلسفية أو من زاوية السُنن الإلهية للتاريخ، وإنّما نريد بحثه من الزاوية الثالثة فقط، إلّا أنّنا سنشير إلى الزاويتين الأُولى والثانية إشارة عابرة لكي نستوعب زوايا البحث.

الزاوية الأُولى: الإشكال من الناحية الفلسفية

هناك شبهتان أساسيّتان تعتبران من أهمّ الشبهات المطروحة من هذه الزاوية (الفلسفية والعقلية)، وهما:

1_ مسألة علم اللّه تعالى

حيث يقال: لو كان اللّه عليماً بكلّ شيء _ كما نعتقد _ لأصبحنا مجبورين على أن نعمل على وفق ما يعلمه اللّه تعالى؛ إذ إنّنا لو عملنا بشكل آخر مخالفٍ لعلم اللّه تعالى، لأصبح علم اللّه جهلاً، وتعالى اللّه عن ذلك علوّاً كبيراً.