المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

12

قبل السماء، لانتشرت النعمة، وكثرت البركة، وعمّت الرحمة، كما يدلّ على ذلك قوله تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيْلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبَّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾(1).

ثم بـحث أُستاذنا(قدس سره) مـوضوعاً ثانيـاً، وربطه بهذا الموضوع (سُنن التاريخ)، ولم يفصل بينهما، فبحث في عناصر المجتمع، فكان عبارة عن تكملة للبحث في سُنن التاريخ، فقد ذكر أنّ سُنن التاريخ على قسمين:

الأوّل: السُنن الصارمة التي لا يمكن أن تتخلّف: من قبيل أنّ النار تحرق، وأنّ اللّه تعالى لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم، وأنّ البشرية لو التفّت حول العدل لانتشرت النعم. فهذه وأشباهها سُنن تاريخية تشبه السُنن التكوينية في صرامتها كإحراق النار.

والقسم الآخر: هي السُنن الإلهية المودعة في التركيبة البشرية والتاريخ والعالم، وليست هي ممّا لا يمكن أن يتخلّف؛ إذ يستطيع الإنسان _ الفرد أو الأُمّة _ أن يتحدّى هذا النوع من السُنن، غير أنّ نتيجته ستكون الاضمحلال والانتهاء والهلاك عاجلاً أم آجلاً؛ وذلك بسبب تحدّيه لها. وذكر أُستاذنا(قدس سره) مثالين لذلك:


(1) المائدة: 66.