كما تشهد عليهم أعضاؤهم والملائكةُ الكَتَبةُ والكتابُ المكتوبُ عليهم... فعندئذٍ، وفي حالة من هذا القبيل كيف يكون حال المذنب؟!
أليست هذه الحالة بالنسبة إلى الإنسان الغيور تكون أشدّ عليه من عذاب النار؟!
نعم، إنّ الإنسان إذا وقف إزاء أخيه الأكبر أو قبال أحد العلماء ليحاسبه على خطأ من أخطائه، فإنّه يتمنّى لو تنشقّ الأرض وتبتلعه؛ لكي لا يواجه هذا الإنسان الذي يحاسبه، فكيف إذا كانت المواجهة مع ربّ العالمين؛ ليحاسبه على كلّ ذنوبه وجميع قبائحه، وعلى مرأى من الناس ومسمع بما فيهم الأنبياء والأئمّة(عليهم السلام) والصالحون؟!
قال تعالى: ﴿وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقَّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾(1).
فاللّه سبحانه وتعالى لم يقل: (كنّا نكتب)، وإنّما قال: ﴿كُنَّا نَسْتَنْسِخُ﴾.
تُرى هل هناك شبه تصاوير التلفاز مثلاً يؤتى بها إلينا في يوم
(1) الجاثية: 28 _ 29.