المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

117

صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللّٰهُ إِنَّ اللّٰهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ﴾(1).

وقال عزّ ذكرُه: ﴿... وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللّٰهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذَّبُ مَن يَشَاءُ...﴾(2).

فالحساب يكون حتّى على النيّات المحضة التي لا تنتهي إلى عمل كما في هذه الآية المباركة، وإن كانت تعفى عن العقاب كما في بعض الروايات، إذاً لا يمكن أن ننجو من الحساب بواسطة الشفاعة.

وختاماً أُلفت النظر إلى ما قد يَنْجُم عن الحساب في يوم القيامة _ لا سمح اللّه‌ _ ممّا قد يكون أشدّ من العذاب المادّي على الإنسان الذي يَشْعُر بكرامته وعزّه اللَذين ألبسهما اللّه تعالى إيّاه في هذه الدنيا، ألا وهي مسألة الفضيحة.

فدعنا عن النار، ودعنا عن جهنّم، ولكن إذا حلَّ المحشر، وحضرنا جميعاً إلى حساب اللّه سبحانه، وحضر كلّ العالم من زمان أبينا آدم(عليه السلام) إلى آخر يوم من الدنيا، وحُشِرَ كلّ الناس، ووقفوا للسؤال بين يدي رحمته، فإنّ الآيات تقول: إنّ الأرض تشهد على المذنبين وتفضحهم،


(1) لقمان: 16.

(2) البقرة: 284.