المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

110

شهيد، فالشهيد والذي مات حتف أنفه ميِّتان بلحاظ الجسم، وهما حيّان بلحاظ الروح، فما معنى قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللّٰهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبَّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾؟ وأيُّ امتياز للشهيد؟ وما معنى كون الشهداء أحياء؟ وهل يعني هذا: أنّ غيرهم ليسوا بأحياء؟

وهنا أقوال، والذي يبدو أنّ الآية تشير إلى سنخ من الحياة ذات درجات ومراتب؛ لأنّنا خُلِقْنا للبقاء لا للفناء، وأنّ الروح لا تموت، ولكن إذا تكلّمنا عن عالم كعالم الطيف، عن عالم البرزخ، عن عالم المثال، فإنّه يصحّ أن نقول: إنّ الحياة لها درجات، فكما أنّ عالم النوم ذو درجات ومراتب؛ إذ لا يرى بعض النائمين طيفاً، وكأنّه لا يَحُسّ بشيء، في حين أنّ بعضهم الآخر _ أو نفس ذلك البعض في زمان آخر _ يرى طيفاً مفصّلاً كأنّه المستيقظ الذي يمشي ويذهب ويتكلّم، كذلك الحال بالنسبة إلى حالة المثال التي سُمَّيت بـ (حالة البرزخ)؛ فإنّها ذات درجات ومراتب، فمنهم _ كما قالت الرواية السابقة _ من يلهى عنه، ومنهم من ينعّم، أو يعذّب.

أمّا الشهداء بالذات، فإنّهم لا يلهى عنهم، بل إنّهم يعطون مستوىً