المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

11

التي تستفاد من القرآن الكريم حولها، وبيّن أنّ القرآن الكريم قد صرّح بأنّ التاريخ ليس مجرّد وقائع مبعثرة، وإنّما هو عبارة عن وقائع مترابطة، وأنّ كلّ أُمّة من الأُمم لا تتولّد بشكل عفوي، ولا تموت بشكل عفوي، وإنّما لكلّ أُمّة أجل محتّم، واستشهد(قدس سره) بآيات عديدة تدلّ على ذلك، من قبيل قوله تعالى: ﴿وَلِكُلَّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾(1).

ثم شرح الأُسس التي تتحكّم في التاريخ: من قبيل أسـاس: ﴿إِنَّ اللّٰهَ لَا يُـغَيَّرُ مَـا بِـقَوْمٍ حَـتَّى يُـغَيَّرُوا مَـا بِأَنْفُسِهِمْ﴾(2).

ومن قبيل أساس: أنّ الأُمّة لو ظلمت وفسقت ستهلك، وهذا ممّا لا مناص ولا مفرَّ منه، كما دلّ على ذلك قوله تعالى: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرَاً﴾(3).

ومن قبيل الأساس أو القانون الاجتماعي الآخر الذي يقول: إنّ البشرية لو طبّقت العدالة، وعملت بالفرائض المفروضة عليها من


(1) الأعراف: 34.

(2) الرعد: 11.

(3) الإسراء: 16.