المولفات

المؤلفات > أدوار حياة الإنسان في القرآن الکريم

107

الطائفة الثانية: هي الروايات(1) التي تتضمّن المساءلة في القبر، فتقول هذه الروايات: إنّ سؤال القبر خاصّ بمن محض الإيمان محضاً، وبمن محض الكفر محضاً، أي: إنّ المؤمن الخالص هو الذي يُسأل، وأنّ الكافر الخالص في كفره أيضاً هو الذي يُسأل، وأمّا مَنْ عداهما، فالرواية تقول: «وأمّا ما سوى ذلك، فيلهى عنهم»(2). فكأنّهم يُتْرَكون إلى يوم يُبْعَثون.

كما أنّ هذا النمط من الروايات يشير إلى أنّ عالم الموت أو عالم البرزخ كعالم الرؤيا وكعالم النوم، فكما أنّ قسماً من النائمين يبدو كأنّه متروك في عالم النوم، فلا يَحُسّ بعذاب أو نعيم، وأنّ قسماً منهم يتنعّم في عالم النوم أو يتعذّب، كذلك في عالم البرزخ، فمن محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً، يأتيه منكر ونكير، ويسألانه عن عقائده، وقد يكون عن أعماله أيضاً، أمّا ما عداهم، فيلهى عنهم.

فهذا يشير إذاً إلى نفس الفكرة التي استنبطناها من الآيات والروايات.


(1) المصدر السابق، ص235، باب المسألة في القبر ومن يسأل ومن لا يسأل من كتاب الجنائز.

(2) المصدر السابق، ح2.