المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

73

على الصمود في خضمّ مشاكل الحياة، وضعف المرأة في ذلك، وكون المرأة مثاراً للشهوة أكثر من الرجل وغير ذلك.

ولئن فرضنا صدق صاحب النظرة الثانية في دعواه للإيمان بالمساواة بينهما في الإنسانية وحقوقها _ وهذا تماماً هو ما يؤمن به الإسلام _ فغفلته عن أمر واقع _ وهو الفوارق الفسلجية والسيكولوجية الثابتة بينهما بحسب الخلقة _ أو تغافله عن ذلك أوجبت أن يصل في النتائج الخارجية إلى العكس ممّا كان يفترض تقصّده من إسعاد المرأة، وإعطائها الحقوق الطبيعية لها في عرض الرجل، فقد أدّت هذه النظرة إلى دمار وضع المرأة، وتردّي الحالة النفسيّة والأخلاقيّة بشكل عام.

وتوضيح ذلك: أنّ الإسلام يرى أنّ المجتمع السعيد _ بلحاظ الحياة الدنيا وبغضّ النظر عن مسألة الآخرة _ هو المجتمع المبني من وحدات صغيرة عائليّة متماسكة، وذلك بنكتتين:

الأُولى _ أنّ النظام العائلي هو النظام الأنجح في تأمين ما يحتاج إليه الإنسان من استقرار الحياة ونظمها بأحسن وجه.

والثانية _ أنّ النفس البشريّة بحاجة إلى مسألة الحبّ والوداد والعطف والرحمة، كما هي بحاجة إلى الخبز والماء؛ فإنّ من أهمّ حاجات الإنسان الروحيّة الفطريّة أن يتبادل الحب، وأن يقيم علاقة الودّ والتعاطف مع آخرين، والطفل بطبيعته الروحيّة يحتاج إلى من ينظر إليه بعين الرأفة، ويلاطفه بعين المحبّة، ويداعبه بيد العطف والرحمة؛ والمرأة تحسّ بالحاجة الروحيّة الماسّة إلى جذب عواطف الرجل وامتلاك قلبه، والرجل بحاجة روحيّاً إلى ريحانة يحبّها وينشئ معها علاقة الودّ والرعاية إلى جنب العلاقة الجنسيّة، ومجرّد العلاقة الجنسيّة لا يشبع إلا حاجته الجسميّة، ويبقى جانبه الروحي غير مرتوٍ، ولذا تراهم يريدون أن يشبعوا هذه الحاجة _ بعد فقدهم