المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

47

الأشعريين قال: «إنّ أبا عبداللّه (عليه السلام) لمّا بلغه وفاة بكير بن أعين قال: أما واللّه لقد أنزله اللّه بين رسول اللّه وأمير المؤمنين صلوات اللّه عليهما»، أو برواية الصدوق في مشيخة الفقيه نفس المضمون عن الصادق(عليه السلام).

ويرد على الثاني إرساله.

وعلى أيّ حال فبعد الدوران بين الثقة وغير الثقة يسقط السند عن الحجّية.

هذا، مضافاً إلى وجود شبهة الإرسال في المقام؛ فإنّ سند الحديث كما يلي: «محمد ابن الحسن بإسناده عن محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد عن الحسين ابن سعيد عن أبي الجهم عن أبي خديجة»؛ فلو حملنا الحسين بن سعيد على الحسين بن سعيد المعروف والمتعارف رواية أحمد بن محمد بن عيسى عنه، وحملنا أبا الجهم على أحد الراويين المعروفين الذين قلنا: إنّ أحدهما ثبتت وثاقته وهو بكير بن أعين، والآخر لم تثبت وثاقته وهو ثوير بن أبي فاخته جاءت شبهة الإرسال سواء فرض أنّ المقصود بأبي الجهم هو بكير أو ثوير:

أمّا بكير فهو من أصحاب الباقر والصادق (عليهماالسلام)، وقد ورد في الكتب الرجالية التصريح بموته في زمن الصادق (عليه السلام)، ومع فرض موته في زمن الصادق (عليه السلام) تستبعد رواية الحسين بن سعيد الذي هو من أصحاب الرضا والجواد والهادي (عليهم السلام) عنه.

وأمّا ثوير فهو من أصحاب الإمام زين العابدين والباقر والصادق (عليهم السلام) فتبعد حياته بعد الإمام الصادق (عليه السلام)، ولم نر رواية له من بعد الصادق (عليه السلام)، فتستبعد أيضاً رواية الحسين بن سعيد عنه.

وعلى أيّة حال فهذا الحديث بمتنه الأول لا بأس به سنداً، وسنده كما يلي: «محمد ابن علي بن الحسين، بإسناده عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة سالم بن مكرم الجمّال»، وأبو خديجة سالم بن مكرم ثقة بشهادة النجاشي (رحمه الله).