المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

443

الفقيه»(1) ذكر في زيارة الحسين (عليه السلام) زيارةً نقلها عن الحسن بن راشد عن الحسين بن ثوير عن الصادق (عليه السلام)، ثم ذكر وداعاً للحسين (عليه السلام) نقلاً عن يوسف الكناني عن أبي عبداللّه (عليه السلام) ثم قال: «وقد أخرجتُ في كتاب الزيارات، وفي كتاب مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنواعاً من الزيارات، واخترت هذه لهذا الكتاب؛ لأنّها أصحّ الروايات عندي من طريق الرواية، وفيها بلاغ وكفاية»، ومن البعيد افتراض رجوع اسم الإشارة في عبارته هذه إلى زيارة الوداع رغم أنّها هي الزيارة المتصلة بهذه العبارة، فالظاهر رجوعها إلى الزيارة التي نقلها عن الحسن بن راشد _ وإن كانت تلك مذكورة قبل زيارة الوداع _ فإنّها هي الزيارة العامّة المنصرف إليها الكلام لا الزيارة الخاصّة بحال الوداع، وهي التي عَنْوَنَها بعنوان: «زيارة قبر أبي عبداللّه الحسين (عليه السلام)» ولم يعنون الوداع بذلك، فهذه شهادة منه (رحمه الله) بأنّ هذه الزيارة أصحّ الزيارات سنداً، وللصدوق (رحمه الله) إلى الحسن بن راشد _ على ما نقله هو في مشيخة الفقيه _ سندان:

أحدهما: عبارة عن أبيه عن سعد بن عبداللّه وأحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم ابن هاشم جميعاً عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد.

والثاني: عبارة عن محمد بن علي ماجيلويه عن أبيه عن علي بن إبراهيم عن هاشم عن أبيه عن القاسم بن يحيى عن جدّه الحسن بن راشد. إذاً فالقاسم بن يحيى واقع في كلا السندين، فحكمه بتصحيح هذه الزيارة يعني وثاقة القاسم بن يحيى.

ولعلّ السبب في أنّ السيد الخوئي جعل هذا تأييداً لوثاقه ‏القاسم بن يحيى ولم يجعله دليلاً عليها هو ما يقال من أنّ تصحيح الرواية من قبل القدماء لا يدل على توثيق الراوي؛ إذ من المحتمل كون مبناهم في التصحيح على مثل أصالة العدالة، لا على


(1) ج2، ح 1614 و 1615.