المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

28

يونس بن عبدالرحمن، وصفوان بن يحيى بيّاع السابري، ومحمد بن أبي عمير، وعبداللّه بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد ابن محمد بن أبي نصر. وقال بعضهم مكان الحسن ابن محبوب: الحسن بن علي ابن فضال، وفضالة بن أيوب. وقال بعضهم مكان فضالة بن أيوب: عثمان بن عيسى. وأفقه هؤلاء يونس بن عبدالرحمن، وصفوان بن يحيى»(1).

ومن الواضح في الستة الأُولى أنّ قوله: «أجمعت العصابة على تصديق هؤلاء...» لا يدل إلا على توثيقهم دون توثيق من يروون عنه.

نعم، قد يتوهّم بالنسبة لتعبيره في الستة الثانية والثالثة بتصحيح ما يصحّ عن هؤلاء أنّ معنى ذلك هو أنّ ما صحّ إلى هؤلاء فهو صحيح إلى الإمام، وهذا يعني وثاقة الرواة الذين وقعوا بينهم وبين الإمام، أو أنّهم كانوا متأكّدين من صدق الرواة الذين بينهم وبين الإمام في تلك الروايات؛ ولكنّك ترى أنّ هذه العبارة أيضاً لا دلالة فيها على أكثر من تصحيح ما يصحّ عنهم، بمعنى أنّ ما صحّ سنده إليهم فسنده صحيح بلحاظهم، أي أنّهم ثقاة في النقل، أمّا أنّهم لا ينقلون إلا عن ثقة مثلاً فلم يعلم من ذلك، ويؤيّد هذا المعنى عطف قوله: «وتصديقهم» على قوله: «تصحيح ما يصحّ عنهم»؛ فإنّ الظاهر أنّه من باب عطف المرادف.

أمّا كونه من باب عطف شيء أقلّ وأخفّ _ وهو مجرّد التوثيق _ على شيء أكبر وأوسع _ وهو صحّة روايته إلى الإمام _ فخلاف الظاهر، وكذلك يؤيّده عطف الكشّي _ للستة الثانية على الستة الأولى بقوله: «من دون أولئك الستة الذين عدّدناهم». وكذلك الستة الثالثة على الثانية ممّا يفهم منه أنّ المقصود من العبائر


(1) اختيار معرفة الرجال، ص 556، الرقم 1050.