المولفات

المؤلفات > القضاء في الفقه الإسلاميّ

108

هذا، والدلالة الالتزامية التي ذكرناها لهذه الآية المباركة يمكن أن تذكر لآيتين أُخريين أيضاً، وهما:

1_﴿فَمٰا أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتٰاعُ الْحَيٰاةِ الدُّنْيٰا وَمٰا عِنْدَ اللّٰهِ خَيْرٌ وَأَبْقىٰ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبٰائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوٰاحِشَ وَإِذٰا مٰا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ * وَالَّذِينَ اِسْتَجٰابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقٰامُوا الصَّلاٰةَ وَأَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَمِمّا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾(1).

2_﴿وَلِلّٰهِ مٰا فِي السَّمٰاوٰاتِ وَمٰا فِي الْأَرْضِ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسٰاؤُا بِمٰا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى * الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ


بالعموم من وجه؛ قلنا فيما نحن فيه أيضاً توجد بعض الروايات المصرّحة بنفس مضمون الآية الكريمة، فلها نفس الدلالة الالتزامية، فتقدّم على أدلّة اشتراط العدالة بموافقة الكتاب من قبيل ما عن محمد بن أبي عمير بسند تام قال: «سمعت موسى بن جعفر (عليه السلام) يقول: من اجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر، قال اللّه تعالى: ﴿إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً﴾ ...». وسائل الشيعة، ج 11، ص266، الباب 47 من جهاد النفس ح 11.

ومرسلة الصدوق: قال الصادق (عليه السلام): «من اجتنب الكبائر يغفر اللّه جميع ذنوبه، وذلك قول اللّه (عزوجل): ﴿إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً﴾». وسائل الشيعة، ج 11، ص250، الباب45 من جهاد النفس ح4.

ورواية محمد بن فضيل، أو محمد بن الفضل عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول اللّه (عزوجل): ﴿إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ﴾ قال: «من اجتنب الكبائر _ ما أوعد اللّه عليه النار _ إذا كان مؤمناً كفّر اللّه عنه سيّئاته». وسائل الشيعة، ج11، ص250، الباب 45 من جهاد النفس، ح 5.

وسند هذا الحديث ضعيف بالراوي المباشر، ومحمد بن الفضيل قد روى عنه البزنطي وصفوان بن يحيى، إلا أنّ الشيخ قد ضعّفه.

(1) الشورى: 36 _ 38 .