المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

72

أيضاً لا يمكن المساعدة عليه.

وأقلّ ما يرد عليه: أنّ مشكلة الإمام الثالث عشر لو كانت مشكلة واقعيّة أمكن أن تكون كاشفة عن ردع السيرة أو تقييد الإطلاقات، ولكنّها ليست إلّا مشكلة فرضيّة وخياليّة لا واقعية؛ لأنّ الأعلم دائماً يكون في الخطّ الزمني الطويل في الأحياء لا في الأموات. نعم، يمكن أن يكون في الفترات الزمنيّة القصيرة في الأموات، فالأعلم بين حين وحين يتبدّل حتماً، فلا يلزم الوقوع في مشكلة الإمام الثالث عشر، ولئن كان عنصر واحد في صالح أعلميّة الأموات في خصوص من عاش قبل تدوين الجوامع _ وهو احتمال إطّلاعهم على روايات أو قرائن لسنا مطّلعين عليه _ فباقي عناصر الأعلميّة جميعاً تكون في الأحياء في المدی البعيد أقوى منها في الأموات.

نعم، لو صحّ الإشكال السابق في الأدلّة اللفظية _ وهو أنّ الأخذ من الميّت غير معقول، أو أنّ العناوين المذكورة في الأدلّة لا تصدق على الأموات، وافترضنا أنّ ذلك يوجب دلالة الأدلّة اللفظية على عدم جواز تقليد الميّت لفقدانه تلك العناوين أو لعدم صدق الأخذ منه _ فقد يقال: إنّ تلك الأدلّة اللفظية رادعة عن الارتكاز والسيرة اللذين لا يفرّقان بين الحيّ والميّت في التقليد.