المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

70

حينما أخذ المقلَّد الرسالة ودرسها فهل هذا أخذٌ منه؟ ولو كان كذلك فلِمَ لا يكون أخذ المسائل بعد موته أخذاً منه؟! وما دام قد أخذ الرسالة من شخص آخر ودرسها لدى شخص آخر غير الفقيه فأيّ فرق بين افتراض الفقيه في ذلك الوقت حيّاً نائماً في فراشه مثلاً أو ميّتاً؟!

أقول: لنفترض أنّنا فهمنا المقياس بين أخذ الفتوى والأخذ من المفتي والرجوع إلى الفتوى أو الرجوع إلى المفتي وأنّ ذاك المقياس هو الحياة والموت فما تعلّمه المقلّد من آراء الفقيه في حال حياته صدق عليه الأخذ من المفتي والرجوع إليه، وما تعلّمه بعد موته فهو رجوع إلى الفتوى فحسب لا إلى المفتي وأخذٌ للفتوى وليس أخذاً من المفتي، ولكن يا تُرى هل أنّ هذا الفرق فارقاً في الحكم؟! كلّا.

ويمكن بيان عدم الفارقية بأحد تعبيرين:

الأوّل: أنّ المفهوم عرفاً من الإرجاع إلى صاحب متاع كالقصّاب والعطّار والبقّال وغيرهم إنّما هو الإرجاع إليه لأخذ ما لديه من اللحم أو العِطر أو اللبن أو غير ذلك، ولا يفرّق العرف بين التعبير بالإرجاع إلى نفس اللحم أو العِطر أو اللبن أو الأمر بأخذ ذلك والتعبير بالإرجاع إلى أصحاب هذه الأمتعة، وفي كلا الحالين يقول العرف إنّ الهدف كان هو المتاع، وكذلك الحال في المقام، فسواء فرض الإرجاع إلى