المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

22

وعدم محاولة الاستنباط بالفعل مشكل، أو منتفٍ، ما عدا التوقيع «فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا»، وهذا التوقيع بغضّ النظر عن فرض تأثير الارتكاز عليه لا بأس بفرض إطلاقه لمن له ملكة الاستنباط.

أمّا لو لاحظنا الارتكاز فقد يقال: إنّ الارتكاز إنّما وقع على رجوع الجاهل إلى العالم، وواجد الملكة ليس جاهلاً، بل هو عالم لدى العرف، فكيف يرجع إلى عالمٍ آخر بالتقليد؟! فلو فرضنا شخصاً مستنبطاً بالفعل قد كتب رسالته العملية وكان بالفعل ناسياً لبعض فتاواه أفهل يقال: إنّ هذا الرجل جاهل، وأنّه يجوز له التقليد فيما نسيه مع ترك مراجعة رسالته العملية بلا عذر؟! أو ليس ما نحن فيه شبيهاً بهذا؟!

والواقع أنّنا لسنا أمام نصّ عبّر بتعبير رجوع الجاهل إلى العالم حتّى نبحث عن أنّ واجد الملكة غير المستنبط بالفعل هل يسمّى جاهلاً أو عالماً، وإنّما نحن أمام الارتكاز، فالمهمّ أن نرى _ بغضّ النظر عن التسميات _ أنّ الارتكاز هل يساعد على رجوع من له ملكة الاستنباط إلى من هو مستنبط بالفعل أو لا؟

ولو فرض أنّ علينا معرفة أنّ صاحب الملكة هل هو عالم أو جاهل فلعلّه من الواضح أنّ العالم اسم لمن له العلم الفعلي، وصاحب الملكة