المولفات

المؤلفات > بحوث في الاجتهاد والتقليد

203

ولا ينبغي الإشكال في أنّ مجرّد ترك المعاصي صدفةً أو لكونه حديث العهد بالبلوغ أو بالتوبة أو نحو ذلك ومن دون وجود الرادع النفساني الإلهي عنها لا يعتبر استقامة في الدين.

ولا ينبغي الإشكال في أنّ تركها مع ذاك الرادع الإلهي يعتبر استقامة في الدين.

ولا نقصد بذاك الرادع ما يشبه الرادع الموجود لدى المعصوم(علیه السلام)، بل المقصود به ذاك الرادع الذي يتميّز بخاصّيتين:

الأُولى: أنّه يكون كافياً في الحالة الاعتيادية للنفس لدى المغريات الاعتيادية والشهوات المتعارفة للردع وحجز النفس عن المعصية وإن كان من المحتمل أن يتّفق صدفةً انزلاق الشخص بسبب تصادف قوّة المغريات بشكل غير مألوف، أو يسبّب تصادف ابتلاء هذا الشخص بانهيار نفسي أوجب انزلاقه.

والثانية: أنّه متى ما انزلق هذا الشخص صدفةً لأحد السببين فسيندم ويتوب في أسرع وقت بسبب ذاك الرادع، ولعلّ هذا هو المقصود بقوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ﴾.


(1) الأعراف: 201.