المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

41

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطاهرين.

هل المسافة الشرعية للسفر بلحاظ المقدار الطولي والمكاني هي المسافة التي كانت معهودة في عصر النصوص، أو أنّها اختلفت باختلاف وسائل السفر المتعارفة؟

قد يقال: إنّ روايات تحديد المسافة ليست جميعاً قد حدّدت المسافة بالوحدة الطولية، كثمانية فراسخ، أو أربعة وعشرين ميلاً، أو كذا كيلو متراً حتّى يقال: إنّ هذا المقدار لا معنى لتغيّره بتغيّر الزمان، أو بتغيّر وسائل السفر، وإنّما تلك الروايات وردت بألسنة مختلفة قد يمكن حصرها في ثلاثة ألسنة:

الأوّل: هو التحديد بوحدة طوليّة، أو قل بمقدار الابتعاد المكاني عن الوطن من قبيل:

1_ صحيحة عبدالله بن يحيى الكاهلي أنّه سمع الصادق(عليه السلام) يقول: «في التقصير في الصلاة بريد في بريد أربعة وعشرون ميلاً»، هذا في نقل الشيخ(1)، وأضاف في نقل الصدوق: «ثم قال: كان أبي(عليه السلام) يقول: إنّ التقصير لم يوضع على البغلة


(1) تهذیب الأحكام، ج3، ص207، الباب 23 من الزیادات من كتاب الصلاة، ح2.