المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

37

أقول: إنّ الاكتشافات الحديثة لم تكن موجودة في زمن الشريعة، فالناس الاعتياديون كانوا يفهمون من تبيّن الفجر تبيّن الفجر للحسّ البصري لدى عدم خلق مانع بشري عن التبيّن، من قبيل إرسال الأشعّة القاهرة‌ في الفضاء، وكانوا يرون أنّ تبيّن الفجر في حدّ ذاته مساوق للانفجار الحقيقي، وكان على الشريعة ردعهم عن هذا الفهم ولم تردعهم، فيعتبر هذا إمضاءً لعملهم.

وأخيراً يوجد إشكال آخر على كلام السيد الإمام والمحقّق الهمداني، وهو مؤتلف من مقدّمتين:

الأُولى: أنّ الفجر الكاذب أيضاً له بعض الأحكام، وقد دلّت على ذلك بعض الروايات من قبيل:

1_ صحيحة معاوية بن وهب قال: «سألت أبا عبدالله(عليه السلام)عن أفضل ساعات الوتر؟ فقال: الفجر أوّل ذلك»(1). وطبعاً المقصود هو الفجر الكاذب.

2_ صحيحة إسماعيل بن سعد الأشعري قال: «سألت أبا الحسن الرضا(عليه السلام) عن ساعات الوتر؟ قال: أحبّها إليّ الفجر الأوّل، وسألته عن أفضل ساعات الليل؟ قال: الثلث الباقي ...»(2). وتكملة الحديث واردة في التهذيب، وهي ما يلي: «وسألته عن الوتر بعد فجر الصبح؟ قال: نعم قد كان أبي ربما أوتر بعد ما انفجر الصبح»(3).

وهناك بعض روايات ضعاف تشبه هاتين الروايتين الصحيحتين، من قبيل رواية زرارة(4)، ومرسلة إسحاق بن عمّار عمّن أخبره عنه(عليه السلام)(5).


(1) وسائل الشيعة، ج4، ص 271، الباب 54 من أبواب المواقيت، ح1.

(2) المصدر السابق، ص 272، الباب 54 من أبواب المواقيت،ح4.

(3) تهذيب الأحکام، ج2، ص 339، الباب 15 من أبواب الزيادات، ح 1401.

(4) وسائل الشيعة، ج4، ص272، الباب 54 من أبواب المواقيت، ح5.

(5) المصدر السابق، ص267، الباب 51 من أبواب المواقيت، ح7.