المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

354

وهذه الأوصاف تتقوّم عادة بجانبين: جانب ذاتي للسلعة، وجانب آخر خارج عن حدّ السلعة، وهي بمقدار ما ترجع إلی الجانب الذاتي تدخل في القسم الأوّل، وإنّما تعتبر وصفاً نسبياً في مقابل الوصف الذاتي بلحاظ الجانب الآخر، فمثلاً وقاية الثوب بمقدار ما ترجع إلی ضخامة الثوب وصف ذاتي للثوب، فلو أنّ أحداً استعار ثوباً ثم خفّت وقايته عن البرد لدی ردّه إلی صاحبه نتيجة للاستعمال الذي أدّی إلی تقليل ضخامته، فقد تغیّر وصف ذاتی للثوب وهو ضخامته أو وقایته بقدر ما ترجع إلی ضخامته. أمّا لو استعار ثوباً ثم انعدمت وقايته عن البرد لدی ردّه إلی صاحبه بسبب حرّ الهواء، فهذا لا يعتبر تغيّراً في الوصف الذاتي للثوب، وكذلك الدواء لو خفّ تأثيره في الشفاء نتيجة افتقاره لبعض خواصه بسبب مرور الزمان عليه، كان هذا تغيراً في الوصف الذاتي، ولكن لو خفّ تأثيره في الشفاء نتيجة تقدّم المجتمع في كيفية الوقاية عن الأمراض ممّا أدی إلی التقليل المرض في المجتمع، فليس هذا تغيراً في الوصف الذاتي لهذا الدواء. وكذلك الخبز لو قلّ تأثيره في الإشباع نتيجة التنقيض من كمّيته، فهذا تغير في وصفه الذاتي، أمّا لو قلّ في الإشباع نتيجة شبع الناس بعامل آخر فهذا ليس تغيراً في الوصف الذاتي.

والثالث: الأوصاف النسبية الراجعة إلی المقايسة مع باقي السلع أو الأموال كالغلاء والرخص والقوة الشرائية، فهذه أيضاً لا تعتبر أوصافاً ذاتية للشيء، فلو رخص المتاع أو غلا وقلّت قوّته الشرائية أو زادت لم يكن ذلك تغيراً في ما يرجع إلی ذات ذاك المتاع.

والأوصاف الدخلية في المثل عرفاً أي الداخلة في قوله تعالي: ﴿إِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكمْ﴾ إنّما هو القسم الأوّل من الأوصاف، ولهذا تری أنّه لو استطاع أحد التأثير في طقس الهواء بكسر البرد القارص بعملية من العمليات لا يقال عرفاً أنّه قد تصرّف في‌ الملابس الشتوية للناس، حيث قلّل من منافعها الاستعمالية أو من قيمها السوقية بسبب كسر البرد الموجود. نعم لو أثر تأثیراً كیمیاویاً في الهواء بحیث أدی