المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

353

العرف للقوّة الشرائية في صفات المثل، وعدم صدق الزيادة بمجرّد الزيادة في الكم ما لم تقترن بزيادة في القوّة الشرائية، لكان انحصار الاستفادة عملاً في ذلك في الذهب والفضة المسكوكين بالقوة الشرائية أيضاً سبباً في إدخال ذلك في صفات المثل، ولازم ذلك جواز أخذ الزيادة في الذهب المسكوك أو الفضة المسكوكة لدی نزول القوة الشرائية لأحدهما صدفة، ولا أظنّ أحداً يلتزم بذلك. نعم الفرق بين الموردين هو: أنّ هذه الأوراق تكون منفعتها منحصرة في ذاتها في القوة الشرائية، لكن الذهب والفضة المسكوكين ليست منفعتهما منحصرة بالذات في ذلك، لإمكان الاستفادة الاستعمالية منهما ولو بالتذويب. ولكن دعوی كون هذا الفرق فارقاً، رغم أنّ الغالب في العمل عدم الاستفادة الاستعمالیة منهما بالتذویب المؤدي إلی خسارة قيمة السكة وندرة الاستفادة الاستعمالية مع الاحتفاظ بالسكة عهدتها علی مدّعيها.

وأمّا الحلّ: فبأن يقال: إنّ للشيء المثلي عدة ألوان من الأوصاف، فيجب أن نری أي لون منها يكون داخلاً في مثلية المثل.

اللّون الأول: الأوصاف الذاتية للشيء كالسواد والبياض وما إلی ذالك، وأقصد بالأوصاف الذاتية أوصاف الشيء التي ليست بلحاظ المقایسة إلی مناشئ حاجات الإنسان، ولا المقايسة إلی سائر الأموال، وإن كانت هي مصبّاً للحاجات أو للمقايسة إلی سائر الأموال، فاللون أو الطعم قد يكون مطلوباً ومصبّاً للحاجة أو يقايس به بين سلعة وسلعة، لكنه بحدّ ذاته صفة للسلع بغضّ النظر عن مناشئ حاجة الإنسان أو سائر السلع والأموال.

واللّون الثاني: الأوصاف النسبية الراجعة إلی المقايسة مع مناشئ الحاجات الاستعمالية أو الاستهلاكية للناس، كوقاية الثوب من البرد التي تقاس بالبرد وتنعدم لدی حرّ الهواء، وكمشبعية الخبز التي تقاس بجوع الإنسان وتنعدم لدی شبع الإنسان، وكتأثير الدواء في الشفاء الذي يقاس بالمرض وينعدم بالصحة والسلامة.