المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

30

ظاهر الكتاب والسنة وكذا ظاهر فتاوى الأصحاب _ على ما قاله المحقّق صاحب مصباح الفقيه(1)_ هو الأوّل.

أمّا الكتاب: فهو قوله تعالى: ﴿َكُلُوُا وَاشْرَبُوُا حَتَّىٰ يَتَبݧݧَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْر﴾(2)، أي: حتّى يتميّز الخيط الأبيض الذي هو من النهار من الخيط الأسود الذي هو من الليل، ثم عقّبه بقوله: ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ الظاهر في التبيّن بأنّ ذاك التميّز هو الفجر، وظاهرٌ أنّ الظاهر من «التبيّن والتميّز» هو التميّز الفعلي التحقيقي، كما هو الشأن في كلّ العناوين المأخوذة في العقود والقضايا.

...هذا لو كانت كلمة للتبيّن كما لعلّه الظاهر.

ويحتمل أن تكون للنشوء، فيصير المعنى: أنّ ذاك التبيّن والامتياز لابدّ وأن يكون ناشئاً من بياض الفجر، والفرض أنّ بياضه لا يظهر حتّى يقهر على نور القمر حسّاً»(3).

أقول: وهناك تفسير ثالث من التفاسير غير البعيدة لكلمة ﴿مِنَ الْفَجْرِ﴾ نسبه الشيخ مجتبى الأعرافي إلى المفسّرين، وهو: أن تكون بياناً لكلمة ﴿الْخَيْطُ الأَبْيَضُ﴾، فالمعنى هكذا: حتّى يتبيّن لكم الخيط الأبيض أي: الفجر(4). وهذا في الحقيقة لا يضرّ بالهدف الذي يريده السيد الإمام(قدس سره) من تفسير الآية المباركة من ضرورة التبيّن الفعلي.

وأيضاً أريد أن أُنبّه: أنّ الشيخ الأعرافي ذكر في مقام تعيين الليالي المقمرة: «ويتحقّق ذلك من الليلة الثانية عشرة إلى الرابعة والعشرين من كل شهر كما قيل»(5).


(1) مصباح الفقيه، ج9، ص134.

(2) البقرة: 187.

(3) الرسائل العشرة، ص 199_ 201.

(4) راجع مقال الشيخ مجتبى الأعرافي المطبوع في مجلّة فقه أهل البيت(علیهم السلام)، رقم 42، ص115.

(5) المصدر السابق، ص110.