المولفات

المؤلفات > دراسات فقهية

101

أنّ منى كان هو المنحر في الحجّ والذبح في مكّة كان مألوفاً في العمرة وأنّ عمل الإمام(علیه السلام)أيضاً كان في العمرة، يؤدّي إلى انصراف الكلام إلى العمرة.

وعليه فالأولى في إثبات أولويّة مكّة، أو هي وما حواليها للذبح لدى العجز عن الذبح في منى، سلوك الطريق الذي نحن سلكناه، وهو التمسك بالآية المباركة: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾، فبعد سقوط قيد منى بالعجز يبقى إطلاق﴿مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ محكماً.

إلّا أنّ الاستدلال بهذه الآية يتوقف على استظهار أنّ المرجع للضمير في قوله: ﴿لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ﴾ وقوله: ﴿مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ هو الهدي، وذلك إمّا بإرجاع الضمير إلى ﴿بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ﴾ الوارد ذكرها في الآية 28، وقد يستبعد ذلك بالفاصل الموجود بين الآيتين، أو بإرجاعه إلى ﴿شَعَائِرَ الله﴾ الوارد ذكرها في الآية 32 ولا فاصل بين الآيتين، وعندئذٍ يتوقف استظهار المعنى المقصود على أنّ ﴿شَعَائِرِ اللّٰهِ﴾ في الآية مطبّقة على الهدي، كما قال الله تعالى في الآية 36: ﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ﴾.

وتوضيح ذلك: أنّ أئمّة التفسير ذكروا في تفسير قوله تعالى: ﴿شَعَائِرِ اللّٰهِ﴾ احتمالات ثلاثة:

1_ أن يكون المقصود كلّ الشعائر الواردة في الدين الإسلامي.

2_ أو يكون المقصود فرائض الحجّ ونسكه.

3_ أو يكون المقصود الهدايا؛ لأنّها من معالم الحجّ.

قيل: والثالث أوفق؛ لظاهر ما بعده من قوله:﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللّٰهِ﴾(1).

 

 


(1) تفسير كنز الدقائق، ج9، ص92.