المولفات

المؤلفات > الفتاوى الوجيزة

23

الماء المطلق كثير وقليل:

(5) ينقسم الماء المطلق إلى قسمين:

أ ـ يسمّى بالماء الكثير، ونطلق هذا الاسم:

أوّلاً: على كلّ ماء له رصيد يمدّه بالماء، ويسمّى هذا الرصيد بالمادّة؛ لما فيه من إمداد بالماء، كماء البئر النابع، وماء العيون النابعة، سواء كان الماء النابع منها جارياً أو واقفاً. وكذلك الماء الجاري في الجداول والأنهار، سواء كان مستمدّاً من عيون في جوف الأرض أو في باطن الجبال، أو من ذوبان الثلج المتراكم على رؤوس الجبال، فإنّ كلّ ماء من هذا القبيل يعتبر ماءً كثيراً، سواء كان الظاهر منه للعيان كثيراً حقّاً كما في الأنهار، أو قليلاً كما في بعض العيون النابعة الواقفة؛ لأنّ الكثرة هنا على أساس المادّة، أي الرصيد الذي يستمدّ منه الماء.

ثانياً: على ماء المطر حين نزوله من السماء، على أن يبلغ من الكثرة حدّاً يمكن أن يجري على الأرض الصلبة ولو قليلاً، فإنّه يعتبر كثيراً حينئذ، ويبقى كثيراً أيضاً بعد تجمّعه على سطح الأرض، حتّى ولو كان المتجمّع كمّيّةً ضئيلةً مادام المطر يتقاطر عليه باستمرار.

ثالثاً: على الماء الراكد الذي ليس له مادّة في الأرض ولا في السماء إذا بلغ كرّاً أو أكثر. والكرّ هو: ما كان يحتوي على اثنين وأربعين شبراً مكعّباً وسبعة أثمان الشبر من الماء الصافي الذي يستعمل في أنابيب الإسالة، هذا هو القدر المتيقّن من الروايات، والأقوى كفاية سبعة وعشرين شبراً مكعّباً بحسب الشبر المتعارف.

ب ـ يسمّى بالماء القليل، وهو غير الماء الكثير، ويعني الماء الذي لا مادّة له، ولا يبلغ مقدار الكرّ، وليس مطراً.