المولفات

المؤلفات > الفتاوى الوجيزة

183

ولا تشترط كثرة السفر في جريان حكم التمام على هذا القسم ممّن عمله السفر، وإنّما الشرط أن يصدق عرفاً أنّ السفر عمله.

(29) ثانياً: على من كان عمله ومهنته شيئاً آخر غير السفر ولكنّه يسافر ويتغرّب عن بلده من أجل أن يمارس عمله، على نحو لا يُتاح له أن يمارس ذلك العمل وتلك المهنة إلّا إذا باشر السفر بنفسه وتغرّب عن بلده، أو يجد أنّ من الأفضل للعمل والمهنة أن يسافر بنفسه بدلا عن أن يستنيب.

وتشترط كثرة السفر في جريان حكم التمام على هذا القسم الثاني، فالمراد ممّن عمله السفر في هذا القسم: من يتطلّب عمله الأصلي منه كثرة السفر، ونستثني من جريان حكم من عمله السفر عليه ما إذا كانت عادة سفراته هذه بين مقامي عشرة أيّام أو أكثر في وطنه وفي محلّ عمله، كما سيتّضح ذلك وتتّضح أيضاً بعض التفصيلات الموجودة في المقام.

المثال: نجفي وظيفته التدريس في مدرسة في الحلّة، فيسافر إلى هناك في كلّ يوم ويعود إلى بلدته بعد انتهاء عمله، فإنّ هذا عمله ليس هو السفر، بل التدريس، ولكنّه يسافر من أجل أن يمارس التدريس ويزاول مهنته فهي تفرض عليه مباشرةً السفر، ولو استناب شخصاً آخر في السفر إلى الحلّة لكان معناه أنّ الشخص الآخر هو الذي سيدرّس دونه، فكلّ من كان من هذا القبيل فهو ممّن عمله السفر شرعاً، ويجب عليه أن يتمّ صلاته.

ومثال آخر: شخص يتّجر في موسم البطّيخ بالسفر لشرائه من المزارع وجلبه إلى البلد وبيعه.