المولفات

المؤلفات > النهضة الحسينية

8

والخاتميّة هذه يمكن أن تستند إلى سلامة القران عن التحريف وحفظه مادام للبشريّة بقاء على وجه البسيطة، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون)(1).. وتضمّنه للقواعد التشريعيّة العامّة وما تحتاج إليه في نظم حياتها وإدارة اُمورها، قال تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْء وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين)(2)، ولو مستعيناً بالسنّة المطهّرة لأنّها من الوحي أيضاً، بل هو النبيّ المعصوم الذي لا ينطق عن هوىً ولا من هوس(3).. ونضج الإنسان في عصر ختم النبوّة فكريّاً بحيث استطاع وفق فكرة الاجتهاد لدى فقهاء مذهب أهل البيت (عليهم السلام) تفسير الكتاب الكريم وفهمه واستنباط ما تحتاجه البشريّة من تقنين وتشريع ورفع ما يعترض طريق تكاملها من عقبات بفهم اجتهاديّ للكتاب والسنّة... وبلوغ البشر عامّة مستوىً متكاملاً من الفهم للدين والإيمان بتبنّي تشريعاته والدعوة إليه، على خلاف ما كانت عليه الاُمم السابقة التي أشار إليها الكتاب الكريم: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي شِيَعِ الأَوَّلِينَ. وَمَا



(1) الحجر: 9.

(2) النحل: 89.

(3) قال تعالى: (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى. عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى). النجم:. ـ 5.