الموقف الثالث: هو أن يلجأ إلى أحد أطراف العالم الإسلامي، يلجأ إلى بلد من بلاد العالم الإسلامي كما اقترح عليه أخوهمحمّد بن الحنفيّة، حيثُ قال له: «اذهب إلى اليمن، أو إلى أيّثغر آخر من ثغور المسلمين»(1). فيذهب إلى اليمن مثلاً ـ أو إلىثغر آخر من ثغور المسلمين ـ ويكوّن هناك جماعةً له ومجتمعاً، وينفصل عن المجتمع الأكبر الذي يضمّ سائر بلاد المسلمين، حتّى إذا استطاع أن يُحكِمَ أمره حاول أن يتقدّم ويضمّ بقيّة البلادإلى بلده.
الموقف الرابع: هو أن يرفض البيعة، وأن يتحرّك، وأن يذهب إلى الكوفة مستجيباً للرسائل التي وردته من أهل الكوفة، ثمّ يُقتل ويستشهد بالطريقة التي وقعت.
هذه هي المواقف العمليّة الأربعة التي كان بالإمكان للإمام الحسين (عليه السلام) أن يختار أيَّ واحد منها وقد اختار (عليه السلام) الرابع منها.
(1) تاريخ الاُمم والملوك (الطبري) 5:342 بحسب الطبعة الثانية لدار التراث ببيروت، والفتوح 5:20 بحسب الطبعة الاُولى لدار الأضواء ببيروت.