يقول فيها: «فَبَعثَ فِيهِمْ رُسُلَهُ وَواتَرَ إِلَيْهمْ أَنْبِيَاءَهُ لِيَسْتَأْدُوهُم مِيثَاقَ فِطْرَتِهِ وَيُذَكِّرُوهُم مَنْسِيَّ نِعْمَتِهِ وَيَحْتَجُّوا عَلَيْهِمْ بِالتَّبْلِيغِ وَيُثِيرُوا لَهُمْ دَفَائِنَ الْعُقُولِ وَيُرُوهُمْ آيَاتِ الْمَقْدِرَة»(1).
خاتمة الوحي:
وكانت رسالة نبيّنا محمّد (صلى الله عليه وآله) خاتمة هذا المطاف من الإمداد الغيبيّ في حياة البشريّة، والربّان الأخير والخاتم الأبديّ لمجموعة الرسالات الإلهيّة. يقول تعالى: (ما كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَد مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّين)(2).
وروى الشيخ الطبرسيّ (رحمه الله) : وصحّ الحديث عن جابر بن عبدالله عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) قال: «إنّما مثلي في الأنبياء كمثل رجل بنى داراً فأكملها وحسّنها إلّا موضع لَبنَة، فكان من دخل فيها فنظر إليها قال: ما أحسنها إلّا موضع هذه اللَّبنَة. قال (صلى الله عليه وآله): فأنا موضع اللَّبنَة، ختم بي الأنبياء»(3).
(1) نهج البلاغة: الخطبة رقم 1:44 بحسب نسخة صبحي الصالح، نشر الهجرة بقم المقدّسة. (وفي بعض النسخ: الآيات المُقدِرة).
(2) الأحزاب: 40.
(3) مجمع البيان في تفسير القرآن للشيخ الطبرسيّ 8:567 بحسب طبعة منشورات ناصر خسرو، الطبعة الثالثة، طهران.